تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
189837 مشاهدة print word pdf
line-top
حسن النية في الأعمال

... عبد الله بن جبرين حفظه الله ورعاه، وقد جاء حتى يجيب أسئلتكم ويرشدكم إلى ما فيه الصلاح والخير، وجزاه الله عنا كل خير، ورفع قدره بارك لنا فيه. فليتفضل مشكورا جزاه الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا: محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
أهنئكم أيها الإخوة بإكمال المناسك، أو بإكمال أكثرها، وأوصيكم بتقوى الله تعالى، وأوصيكم بذكره وشكره وحسن عبادته على ما أنعم وتفضل علينا فله الحمد والشكر، وله المن وله الثناء الحسن، فقد وفقكم كما وفق غيركم للمجيء إلى هذه البقاع المباركة المفضلة تاركين خلفكم أهليكم وأموالكم وبلادكم وأقاربكم وأولادكم، مؤثرين لطاعة الله تعالى ومجيبين لدعوته ولندائه، وذلك فضل كبير وخير عظيم.
فأقول: أولا: أوصيكم بحسن النية في أعمالكم؛ فإنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، أصلحوا نيتكم بأن تقصدوا وجه الله تعالى والدار الآخرة تقصدوا الثواب الأخروي والأعمال الصالحة، فإذا كنتم كذلك تقبل الله تعالى عملكم وشكر سعيكم؛ وذلك لأن الأعمال إنما يقبلها الله تعالى إذا صلحت النية، فكم من عمل صالح أفسدته النية، وكم من عمل سيئ أصلحته النية.

line-bottom